وذكر الثعلبي وغيره عن مجاهد، وغيره: أن هذه الآية نزلت في شأن القبلة لما صرفت إلى الكعبة، فشق ذلك على اليهود لمخالفتهم، فقال كعب بن الأشرف لأصحابه:{آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ}[آل عمران: ٧٢]، وصَلُّوا إلى الكعبة، واكفروا بذلك آخر النهار، فارجعوا إلى قبلتكم لعلهم يرجعون إلى قبلتنا، ويقولون: هؤلاء أهل كتاب وهم أعلم منا (٢).
وروى عبد بن حميد، والمفسرون عن مجاهد أن يهود صلَّت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة الفجر، وكفروا آخر النهار مكراً منهم ليروا الناس منه الضلالة بعد أن كانوا تبعوه (٣).
وروى ابن المنذر عن سفيان: أن الآية نزلت في نصارى نجران (٤).
وعن قتادة: أنها في أهل الكتابين (٥).
(١) رواه الطبري في "التفسير" (٣/ ٣١٠). (٢) انظر: "تفسير الثعلبي" (٣/ ٩١). (٣) ورواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٢/ ٦٧٩). (٤) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٢/ ٢٣٩). (٥) وانظر: "أحكام القرآن" للجصاص (٣/ ٢٧٣).