قال مجاهد: لما نزلت: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}[البقرة: ٢٤٥] قالت اليهود: إنَّ الله فقير ونحن أغنياء. ذكره الثعلبي (١).
وروى ابن أبي حاتم، وغيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: دخل أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه بيت المدارس، فوجد يهود قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له: فنحاص، فقال فنحاص: ما بنا إلى الله من فقر، وأنه إلينا لفقير؛ فلو كان غنياً ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم.
فغضب أبو بكر فضرب وجهه، فذهب فنحاص إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: انظر يا محمد ما صنع صاحبك بي.
فقال:"ما حَمَلَكَ يا أَبا بَكْرٍ عَلى ما صَنَعْتَ؟ "
فقال: يا رسول الله! قال قولاً عظيماً؛ يزعم أن الله فقير وأنهم عنه أغنياء.
فجحد فنحاص، فأنزل الله تعالى:{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا}[آل عمران: ١٨١] فكانت الآية تصديقاً لأبي بكر (٢).
(١) انظر: "تفسير الثعلبي" (٣/ ٢٢٢). (٢) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٣/ ٨٢٩)، وكذا الطبري في "التفسير" (٤/ ١٩٤).