يكون ذلك دلالة لسيادته، وعلامة لرياسته. ذكره الثعلبي، وغيره (١).
وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال: لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح ذباب ما سقى فرعون منها شَربة ماء (٢).
وروى الترمذي وصححه، وابن ماجه عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوْضةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ"(٣).
روى عبد الرزاق، وغيره عن قتادة في الآية قال: بلغني أن زروعهم وأموالهم تحولت حجارة (٤).
وقال بعض العارفين في قوله تعالى:{قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا}؛ أي: على ما أمرتكما به من الزهد في الدنيا، والاكتفاء منها بقدر الحاجة، {ولَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}[يونس: ٨٩] في اقتناء
(١) انظر: "تفسير الثعلبي" (٨/ ٣٣٩). (٢) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ١٣٦). (٣) رواه الترمذي (٢٣٢٠) وصححه، وابن ماجه (٤١١٠). (٤) ورواه الطبري في "التفسير" (١١/ ١٥٨)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٦/ ١٩٧٩).