كان لفظه الخبر - ولذلك قال مجاهد في تفسيره: لا تتجبر عليهم (١).
وقال قتادة في الآية: إن الله كره لنبيكم الجبرية، ونهى عنها، وقدم فيها (٢). رواهما ابن جرير، وابن المنذر.
وروى الحاكم في "المستدرك" عن جرير - رضي الله عنه - قال: أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - برجل تَرْعُد فرائصه فقال:"هَوِّنْ عَلَيْكَ؛ فَإِنَّمَا أنا ابْنُ امْرَأةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ تَأْكُلُ الْقَدِيْدَ فِي هَذهِ الْبَطْحَاءِ"، ثم تلا جرير:{وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ}[ق: ٤٥](٣).
وكذلك ينبغي للعلماء الذين هم ورثة الأنبياء التواضع، والتنزه عن التكبر والتجبر؛ فإن منشأهما الجهل بالأمور، وخصوصاً الجهل بمعرفة النفس.
والأنبياء أعرف الناس بأخلاق النفوس، ومع ذلك قال قائلهم:{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}[يوسف: ٥٣].
وقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - التعوذ من شر النفس (٤)، فالعالم إذا جهل بنفسه تكبر، ثم تجبر، فإذا علم بنفسه تواضع.
(١) رواه الطبري في "التفسير" (٢٦/ ١٨٤)، وانظر: "تفسير مجاهد" (٢/ ٦١٣). (٢) رواه الطبري في "التفسير" (٢٦/ ١٨٤). (٣) رواه الحاكم في "المستدرك" (٣٧٣٣)، وكذا الطبراني في "المعجم الأوسط" (١٢٦٠). (٤) تقدم تخريجه.