عمر هود عليه السلام أربعمئة سنة واثنتين وسبعين سنة (١).
وروى ابن عساكر عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال: ذكر الأنبياء عليهم السلام عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما ذكر هود عليه السلام قال:"ذَاكَ خَلِيْلُ اللهِ"(٢).
وفيه دليل على أن الخلة لم تختص بإبراهيم عليه السلام -وإن كانت فيه أظهر-.
أو كانت خلته بمظهر الرحمة، ومن هنا سمي خليل الرحمن.
وثبت في "الصحيح": أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال عن نفسه:"وَإنَّ صَاحِبَكُم خَلِيْلُ اللهِ"(٣).
وروى الإمام أحمد، وأبو يعلى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: لما حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرَّ بوادي عُسفان فقال:"لَقَدْ مَرَّ بِهِ هُوْدٌ وَصَالِحٌ عَلَىْ بَكَرَاتٍ حُمْرٍ، خُطُمُهُنَّ اللِّيْفُ، أُزُرُهُمُ الْعَبَاءُ، وَأَرْدِيَتُهُمُ النِّمَارُ، يُلَبُّونَ وَيَحُجُّوْنَ الْبَيْتَ الْعَتِيْقَ"(٤).
وروى ابن عساكر عن ابن سابط قال: بين المقام والركن وزمزم
(١) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٣/ ٤٨٨). (٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٣/ ٤٨٧)، وكذا ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣١٧٨٠). (٣) رواه مسلم (٢٣٨٣) عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -. (٤) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١/ ٢٣٢). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٣/ ٢٢٠): رواه أحمد، وفيه زمعة بن صالح، وفيه كلام وقد وثق.