وروى هو والمفسرون عن أبي الجلد رحمه الله تعالى قال: لما غشي قوم يونس العذاب مشوا إلى شيخ من بقية علمائهم، فقالوا: ما ترى؟
قال: قولوا: يا حي حين لا حي، ويا حي محيي الموتى، ويا حي لا إله إلا أنت، فكشف عنهم العذاب (٢).
وروى هو وغيره عن أبي الجلد أيضاً: أن داود النبي عليه السلام أمر منادياً، فنادى بالصَّلاة جامعة، فخرج النَّاس وهم يرون أنه يكون منه يومئذ موعظة وتأديب، ودعا، فلما رأوا مكانه قال: اللهم اغفر لنا، وانصرف.
فاستقبل آخر الناس أوائلهم قالوا: ما لكم؟
قالوا: إن النبي إنما دعا بدعوة واحدة، ثم انصرف.
قالوا: سبحان الله! كنا نرجو أن يكون هذا اليوم يوم عبادة ودعاء، وموعظة وتأديب، فما دعا إلا بدعوة واحدة!
قال: فأوحى الله إليه أن أبلغ عني قومك؛ فإنهم قد استقلوا دعاءك: إني من أغفر له أصلح له أمر آخرته ودنياه (٣).
(١) ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣١٨٦٦)، والطبري في "التفسير" (١١/ ١٧٢). (٢) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٣٤)، والطبري في "التفسير" (١١/ ١٧٢). (٣) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٧٣)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٦/ ٥٧).