أنه كان يقول إذا سمع الرعد: سبحان من سَبَّحْتَ (١).
قال الشافعي: كأنه (٢) يذهب إلى قوله تعالى: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ}[الرعد: ١٣].
وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "الذكر" عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال أُبي بن كعب - رضي الله عنه -: لأدخلن المسجد فلأصلين، ولأحمدن الله بمحامد لم يحمده بها أحد، فلما صلى، وجلس ليحمد الله، ويثني عليه، فإذا هو بصوت عال من خلفه يقول: اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر كله -علانيته وسره- لك الحمد، إنك على كل شيء قدير، اغفر لي ما مضى من ذنوبي، واعصمني فيما بقي من عمري، وارزقني أعمالًا زاكية ترضى بها عني، وتب عليَّ، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقصَّ عليه، قال:"ذَلِكَ جِبْرِيْلُ عَلَيْهِ السَّلامُ"(٣).
وروى محمَّد بن نصر المروزي في كتاب "الصلاة"، وابن أبي الدنيا في كتاب "الهواتف" عن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه: أنه أتى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلمًا يقول: اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر
(١) انظر: "الأم" للشافعي (١/ ٢٥٣). (٢) في (أ): "كان". (٣) ذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" (٢/ ٢٨٨)، وقال: رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الذكر" ولم يسم تابعيه.