وروى ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن أبي بكر الهذلي رحمه الله تعالى قال: لما نزلت: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ (١٥٦)} [الأعراف: ١٥٦]: قال إبليس: يا رب! وأنا من الشيء، فنزلت: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ (١٥٦)} [الأعراف: ١٥٦] فنزعها من إبليس (٢).
وروى ابن المنذر نحوه عن ابن جريج، وعن السدي، ورواه عبد ابن حميد عن قتادة رحمهم الله تعالى (٣).
وفي "شعب الإيمان" للحافظ أبي بكر البيهقي: عن سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى قال: لما نزلت هذه الآية: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ (١٥٦)} [الأعراف: ١٥٦] مدَّ إبليس عنقه، فقال: أنا من الشيء، فنزلت {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (١٥٦)} [الأعراف: ١٥٦]، فمدت اليهود والنصارى أعناقها، فقالوا: نحن نؤمن بالتوارة والإنجيل، ونؤدي الزكاة، فاختلسها الله تعالى من إبليس واليهود والنصارى، فجعلها لهذه الأمة خاصة، فقال:{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ}[الأعراف: ١٥٧] الآية (٤).
(١) رواه نعيم بن حماد في "الفتن" (٢/ ٦٥٤)، والحاكم في "المستدرك" (٨٥٩٠). قال الذهبي: موضوع. (٢) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٥/ ١٥٧٩). (٣) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٣/ ٥٧٢). (٤) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٣٧٩).