وقال وهب رحمه الله تعالى: اتق الله، ولا تسب الشيطان في العلانية وأنت صديقه في السر (٢).
وروى الإمام أحمد عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "قَالَ إِبْلِيْسُ: يَا رَبِّ! وَعِزَّتِكَ لا أَزَالُ أَغْوِيْ بَنِي آدَمَ مَا كَانَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِيْ أَجْسَادهمْ، فَقَالَ اللهُ: وَعِزَّتِي لا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَروني" (٣).
وروى البزار، والبيهقي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله! إني أذنبت.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا أَذْنبتَ فَاسْتَغْفِرِ الله فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ الله".
قال: ثم أعود فأذنب.
قال: "إِذَا أَذْنبتَ فَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ".
ثم عاد، فقال في الرابعة: "اسْتَغْفِرْ رَبَّكَ حَتَّى يَكُوْنَ الشَّيْطَانُ هُوَ الْمَحْسُوْرَ" (٤).
وروى عبد الرزاق، وغيره عن ثابت رحمه الله تعالى قال: بلغني أن إبليس لمَّا نزلت هذه الآية: {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ}[آل عمران: ١٣٥] صاح إبليس بجنوده، وحثا على رأسه التراب، ودعا بالويل والثبور حتى جاءته جنوده من كل بر وبحر، فقالوا: ما لك يا سيدنا؟
(١) انظر: "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص: ٣٩٣). (٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٨/ ١٥٤). (٣) تقدم تخريجه. (٤) رواه البزار في "المسند" (٦٩١٣)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٧٠٩٠).