سئل ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - عن هذه الآية قال: أقوام يقبلون على الدنيا يتأكلونها، ويتبعون رخص القرآن، ويقولون: سيغفر لنا، ولا يعرض لهم شيء من الدنيا إلا أخذوه، وقالوا: سيغفر لنا. رواه أبو الشيخ (١).
وروى هو عن أبي الجَلْد رضي الله تعالى عنه قال: يأتي على الناس زمان تخرب صدورهم من القرآن، وتتهافت وتبلى كما تبلى ثيابهم، لا يجدون له حلاوة ولا لذاذة، إن قصَّروا عما أمروا به قالوا: إن الله غفور رحيم، وإن عملوا ما نهوا عنه قالوا: سيغفر لنا؛ إنا لا نشرك بالله شيئاً، أمرُهم كله طمع ليس فيه خوف، لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب، أفضلهم في نفسه المُدهن (٢).
وقال الله تعالى:{إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ}[التغابن: ١٥]؛ أي: محنة ممتحنون بهما، أو مضلات لكم لا ينجيكم منها إلا ابتغاء ما عند الله
(١) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٣/ ٥٩٣). (٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٣/ ٥٩٣)، ورواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (ص: ٤٧٤) عن أبي العالية.