فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الله عليه وسلم -: "رَأَى عَرْشَ إِبْلِيْسَ"(١).
وروى ابن أبي الدنيا عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عَرْشُ الشَّيْطَانِ عَلَى الْبَحْرِ وَيبْعَثُ سَرَايَاهُ؟ فَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً"(٢).
وروى الطبراني بإسناد جيد، عن أبي ريحانة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ إِبْلِيْسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْبَحْرِ فَيتَشَبَّهُ بِاللهِ - عز وجل -، وَدُوْنه الْحُجُبُ، فَيَنْدِبُ جُنُوْدَهُ فَيَقُوْلُ: مَنْ لِفُلانٍ الآدَمِيِّ؟ فَيقُوْمُ اثْنَانِ فَيقُوْلُ: قد أَجَّلْتُكُمَا سَنَةً، فَإِنْ أَغْويتُمَاهُ وَضعْتُ عَنْكُمَا الْبَعْثَ، وإِلاَّ صَلَّبْتكُمَا".
قال: فكان يقال لأبي ريحانة: لقد صلب فيك كثير (٣).
وقال الشيخ عبد القادر الكيلاني رحمه الله تعالى: اشتد علي الحر في بعض أسفاري يوما حتى كدت أن أموت عطشًا، فأظلتني سحابة سوداء، وهبَّ عليَّ منها هواء بارد حتى دار ريقي في فمي، وإذا بصوت يناديني منها: يا عبد القادر! أنا ربك، وقد أحللت لك ما حرمت عليك.
قال: فقلت له: كذبت، بل أنت الشيطان.
(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ٦٦)، وكذا مسلم (٢٩٢٥). (٢) ورواه مسلم (٢٨١٣). ولفظه: "إن عرش إبليس على البحر، فيبعث سراياه فيفتنون الناس، فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة". (٣) قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ١١٤): رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه يحيى بن طلحة اليربوعي، ضعفه النسائي، وذكره ابن حبان في الثقات.