كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه

١٣٠ - ومنها: تفريغ القلب لملاقاة الله من كل ما سواه من زوجة وولد ومال وسائر أمور الدنيا. - وهذه خاتمة لطيفة لهذا الكتاب - ج: 5 - ص: 281

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "عُلَمَاءُ حُكَمَاءُ كَادُوْا مِنْ صِدْقِهِمْ أَنْ يَكُوْنُوْا أَنْبِيَاءَ" (١).

وروى الديلمي عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - في حديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم -! قال: "كَادَ حَمَلَةُ القُرْآنِ أَنْ يَكُوْنُوا أَنْبِيَاء" (٢).

وروى أَبو عمر بن عبد البر، والهروي في "ذم الكلام" عن الحسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عَلَىْ خُلَفَائِي رَحْمَةُ اللهِ"، قيل: ومن خلفاؤك؟ قال: "الَّذِيْنَ يُحْيُوْنَ سُنَّتِيْ وَيُعَلِّمُوْنها عِبَادَ اللهِ" (٣).

قيل: الحسن المذكور هو ابن علي - رضي الله عنهما -.

وقيل: البصري، فيكون الحديث مرسلاً.

لكن يؤيد الأول: أن الحديث رواه ابن السني، وأبو نعيم في "رياض المتعلمين" من حديث علي - رضي الله عنه - (٤).

وروى أَبو نعيم في "فضل العالم العفيف" عن ابن عباس - رضي الله عنهما -

---

(١) رواه أَبو نعيم في "حلية الأولياء" (٩/ ٢٧٩).
(٢) رواه الديلمي في "مسند الفردوس" (٢٢١). قال السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص: ١٤٣): فيه من لا يعرف، وأحسبه غير صحيح.
(٣) رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (١/ ٤٦)، والهروي في "ذم الكلام وأهله" (٤/ ٢٢٨).
(٤) رواه أَبو نعيم في "أخبار أصبهان" (١/ ٢٥١)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص: ١٦٣). قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (١/ ٢٧٠): هذا باطل.