الصامت - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"أُعْطِيَتْ أُمَّتِي ثَلاَثاً لَمْ يُعْطَهَا إِلاَّ الأَنْبِياءُ: كانَ اللهُ إِذَا بَعَثَ النَّبِيَّ قالَ لَهُ: ادْعُنِي أَسْتَجِبْ لَكَ، وَقالَ لِهَذِهِ الأُمَّة: ادْعُوْنِي أسْتَجِبْ لَكُمْ.
وروى الفريابي عن كعب رحمه الله قال: أُعطيت هذه الأمة ثلاث خصال لم تعطها إلا الأنبياء: كان النبي يُقال له: بلغ ولا حرج، وأنت شهيد على قومك، وادعُ أُجبك.
وقال لهذه الأمة:{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}[الحج: ٧٨]، وقال:{لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}[البقرة: ١٤٣]، وقال:{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: ٦٠](٢).
وروى النسائي، والحاكم، وأبو نعيم، والبيهقي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في قوله تعالى:{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا}[القصص: ٤٦] قال: نودوا: يا أمة محمد! استجبت لكم قبل أن تدعوني، وأعطيتكم
(١) انظر: "تفسير القرطبي" (٢/ ١٥٥). (٢) ورواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (١٠/ ٣٢٦٨).