{قَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ}[ص: ٣٢]؛ يعني: المال عن {عَنْ ذِكْرِ رَبِّي}[ص: ٣٢]؛ يعني: عن الصلاة (١).
قال علي - رضي الله عنه -: الصلاة التي فرط فيها سليمان صلاة العصر (٢). {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ}[ص: ٣٢]؛ يعني: الشمس كما دلَّ عليها قوله: بالعشي {بِالْحِجَابِ}[ص: ٣٢]؛ يعني: غربت، {رُدُّوهَا}[ص: ٣٣]؛ يعني: الخيل {عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ}[ص: ٣٣].
روى الطبراني، وابن مردويه بإسناد حسن، عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الآية:"قَطَعَ سُوْقَهَا وَأَعَنَاقَهَا بِالسَّيْفِ"(٣).
قال العلماء: فعل ذلك تقربًا إلى الله تعالى، وكان ذلك مباحًا في شريعته كما أُبيحت لنا بهيمة الأنعام.
قال الحسن وغيره: فعوضه الله خيراً من الخيل الريح غُدوها شهرٌ ورواحها شهرٌ تجري بأمره رُخاءً حيث أصاب (٤).
وفي "الصحيحين" من حديث عائشة رضي الله عنها: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -
(١) انظر: "تفسير الطبري" (٢٣/ ١٥٤)، و"الدر المنثور" للسيوطي (٧/ ١٧٧). (٢) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٨٦١٢)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (١/ ١٠١). (٣) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٦٩٩٧). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ٩٩): فيه سعيد بن بشير، وثقه شعبة وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات. (٤) ذكره النحاس في "الناسخ والمنسوخ" (ص: ٦٤٥).