وروى الطبراني في "الأوسط" عن علي - رضي الله عنه -: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"خِيَارُ أُمَّتِيْ أَحِدَّاؤُهُمْ؛ الذِيْنَ إِذا غَضِبُوْا رَجَعُوْا"(١).
وفي "الكبير" عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْحِدَّةُ تَعْتَرِي خِيَارَ أُمَتِي"(٢).
وروى الديلمي عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْحِدَّةُ لا تَكُوْنُ إِلا فِي صَالِحِيْ أُمَّتِي وَأَبْرَارِهَا، ثُمَّ تَفِيْءُ"؛ أَي: ترجع (٣).
وروى ابن عدي عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: أن النبي قال: "الْحِدَّةُ تَعْتَرِيْ حَمَلَةَ (٤) القُرْآنِ لِغَيْرَةِ (٥) القُرْآنِ فِيْ أَجْوافِهِمْ"(٦).
وقد تقدم أن حملة القرآن خيار الناس.
والحدة دون سوء الخلق، والفرق بين سوء الخلق والحدة: أن سوء
(١) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٥٧٩٣). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ٢٦): فيه يغنم بن سالم بن قنبر، وهو كذاب. (٢) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١١٤٧١). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ٢٦): فيه سلام بن مسلم الطويل، وهو متروك. (٣) رواه الديلمي في "مسند الفردوس" (٢٧٧٥). (٤) في "الكامل": "جُمَّاع" بدل "حملة". (٥) في "الكامل": "لقوة" بدل "الغيرة"، وفي بعض الكتب: "لعزة". (٦) رواه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (٧/ ٦٦) من طريق أبي البختري وهب بن وهب، ثم قال: وهو ممن يضع الحديث.