وروى الشيخان، وغيرهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ فقراء المهاجرين أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: قد ذهب أهل الدُّثور بالدرجات العلى، والنعيم المقيم، قال:"وَمَا ذَاكَ؟ " قالوا: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفلا أُعَلِمُكُمْ شَيْئاً تُدْرِكُوْنَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَتَسْبِقُوْنَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ، وَلا يَكُوْنُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ إِلا مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُم؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال:"تُسَبِّحُوْنَ، وَتُكَبِّرُوْنَ، وَتَحْمَدُوْنَ فِي دُبُرِ كُل صَلاةٍ ثَلاثًا وَثَلاثِيْنَ مَرَّةً"(١).
قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتيْهِ مَنْ يَشَاء"(٢).
وروى أبو نعيم عن كعب رحمه الله تعالى قال: إذا اشتكى إلى الله عباده الفقراء الحاجة قيل لهم: أبشروا ولا تحزنوا؛ فإنكم سادة الأغنياء، والسابقون إلى الجنة يوم القيامة (٣).
وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن أبي أيوب عبد الله بن سليمان
= المسجد، وأولهم خروجاً في سبيل الله". (١) رواه البخاري (٨٠٧)، ومسلم (٥٩٥). (٢) رواه مسلم (٥٩٥). (٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/ ٣٦٥).