وهذا الذي أشار إليه عبد الله بن المبارك هو الذي أخاف الصديقين -وأبو بكر - رضي الله عنه - رأسهم- حتى تمنوا أن لو كانوا جمادًا، كما سبق.
وقال ابن شوذب رحمه الله في قوله تعالى:{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}[الرحمن: ٤٦]: نزلت في أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -. رواه ابن أبي حاتم (٢).
وروى هو، وابن أبي الدنيا في كتاب "المتمنين"، وأبو الشيخ في "العظمة" عن عطاء رحمه الله تعالى: أنَّ أبا بكر الصديق ذكر ذات يوم، وفكر في القيامة والموازين، والجنة والنار، وصفوف الملائكة، وطي السماوات، ونسف الجبال، وتكوير الشمس، وانتثار الكواكب، فقال: وددت أني كنت خضرًا من هذه الخضر تأتي علي بهيمة فتأكلني، وأني لم أخلق، فنزلت هذه الآية:{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}[الرحمن: ٤٦](٣).
***
(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٨/ ١٧٠). (٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٧/ ٧٠٦). (٣) رواه ابن أبي الدنيا في "المتمنين" (ص: ٥٩)، وأبو الشيخ في "العظمة" (١/ ٣٠٨).