وفي هذا الحديث معنى آخر، وهو أن إقامة المسلم ببلادهم توجب ذِلَّة المسلم فيهم، وإهانته بينهم؛ وقد قال رسول الله - رضي الله عنه -: "لا يَنْبَغِيْ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ"، قيل: وكيف يدُّل نفسه؟ قال:"يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلاءِ لِمَا لا يُطِيْقُ". رواه الإمام أحمد، وابن ماجه عن حذيفة - رضي الله عنه -، والطبراني - بسند جيد - عن ابن عمر - رضي الله عنهما - (١).
وروى الطبراني - أيضاً - في "معجمه الكبير" عن سَمُرة بن جندب رضي الله تعالى عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"لا تُساكِنُوْهُمْ - يَعْنِيْ: الْمُشْرِكِيْنَ -، وَلا تُجامِعُوْهُمْ؛ فَمَنْ ساكَنهمْ، أَوْ جامَعَهُمْ، فَهُوَ مِثْلُهُم"(٢).
ورواه أبو داود بلفظ:"مَنْ جامَعَ الْمُشْرِكَ، وَسَكَنَ مَعَهُ، فَهُوَ مِثْلُهُ"(٣).
وقال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله تعالى عنه: بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم،
= أحاديث الإحياء" (١/ ١٧٤): ورواه النسائي مرسلاً وقال البخاري: الصحيح أنه مرسل. (١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٥/ ٤٠٥)، وابن ماجه (٤٠١٦) عن حذيفة، ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٣٥٠٧)، و"المعجم الأوسط" (٥٣٥٧) عن ابن عمر، ورواه أيضاً الترمذي (٢٢٥٤) عن حذيفة وقال: هذا حديث حسن غريب. (٢) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٦٩٠٥)، ورواه أيضاً الترمذي (١٦٠٥). (٣) رواه أبو داود (٢٧٨٧).