للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى ابن أبي الدنيا في كتاب (الرقة والبكاء) عن أبي عمران الجوني رحمه الله قال: لكل أعمال البر جزاء، وفي كلها خير إلا الدمعة تخرج من عين العبد ليس لها قيل ولا وزن حتى تطفا منها بحار من النيران (١).

وروى أبو نعيم عن أبي عبد الله الساجي (٢) رحمه الله قال: خصال لا يعبد الله بمثلها؛ لا تسأل إلا الله، ولا ترد شيئًا على الله، ولا تبخل بشيء على الله؛ فإنه من عرف الله، فقد بلغ الله.

قال: وقال سفيان الثوري رحمه الله: ليس من علامات الهدى شيء أبين من حبِّ لقاء الله، فإذا أحب العبد لقاء الله فقد تناهى في البر.

قال أبو نعيم في معنى قوله: ولا تبخل على الله: يعني: تمسك لله، وتعطي لله (٣). انتهى.

وأما قوله: فإنه من عرف الله فقد بلغ الله؛ أي: وصل إليه؛ أراد أنَّ الوصول إلى الله في الدنيا هو الوصول إلى معرفتهِ سبحانه.

قلت: ولا شك أن نهاية البر في الدنيا معرفة الله، وفي الآخرة لقاؤه، وهما أطيب شيء في الدارين.

وروى ابن جهضم عن أبي الحسن عمرو بن عثمان الصَّدَفي قال:


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء" (٤٢).
(٢) في "م": "النباحي"، والمثبت من "حلية الأولياء" لأبي نعيم (٩/ ٣١٣).
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٩/ ٣١٣ - ٣١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>