ويدخل في كلامهما الاستقامة على الإخلاص، والتنزه عن الرياء، ولا يتم مقام الاستقامة عليه إلا بذلك.
وروى الأصبهاني في "الترغيب" عن يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله تعالى: أنه سئل عن هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}[فصلت: ٣٠]، فقال: استقاموا عليه فعلًا كما أقروا به قولًا.
قال يحيى: كونوا عباد الله بأفعالكم كما زعمتم أنكم عبيد الله بأقوالكم (٢).
وهذا التفسير في غاية الحسن.
وعلى وزان الآية ما رواه الإِمام أحمد، والدارمي، والبخاري في "تاريخه"، ومسلم، والترمذي -وصححه- والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان عن سفيان الثقفي رحمه الله تعالى قال: إن رجلًا قال: يا رسول الله! مرني بأمر في الإِسلام لا أسأل عنه أحدًا بعدك.
قال:"قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ".
قلت: فما أتقي؟ فأومأ إلى لسانه.
(١) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ١١٠)، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (ص: ٢٣١)، وكذا الإِمام أحمد في "الزهد" (ص: ١١٥)، والطبري في "التفسير" (٢٤/ ١١٥). (٢) انظر: "التذكرة في الوعظ" لابن الجوزي (ص: ٩٦).