كتاب المغني لابن قدامة - ت التركي

٢٨١ - مسألة؛ قال: (وأخذ المؤذنون في الأذان، وهذا الأذان الذى يمنع البيع، ويلزم السعى، إلا لمن منزله في بعد، فعليه أن يسعى في الوقت الذى يكون به مدركا للجمعة) - فصل - ج: 3 - ص: 166

طَوَوا الصُّحُفَ، وجَاءُوا يَستمِعُونَ". مُتَّفَقٌ عليه (١٢). وقال عَلْقَمَةُ: خَرَجْتُ مع عبدِ اللهِ إلى الجُمُعَةِ، فَوَجَدْتُ ثلاثةً قد سَبَقُوه، فقال: رَابِعُ أرْبَعَةٍ، وما رَابِعُ أَرْبَعَةٍ بِبَعِيدٍ، إنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقولُ: "إنَّ النَّاسَ يَجْلِسُونَ مِنَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى قَدْرِ رَوَاحِهِمْ إلَى الجُمُعَةِ". رَوَاه ابنُ مَاجَه (١٣). ورُوِىَ أنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ واغْتَسَلَ، وبَكَّرَ وابْتَكَرَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أجْرُ سَنَةٍ، صِيَامُها وقِيَامُها". أخْرَجَه التِّرْمِذِيُّ (١٤)، وقال: حَدِيثٌ حَسَنٌ. رَوَاه ابنُ مَاجَه (١٤)، وزَادَ: "ومَشَى ولَمْ يَرْكَبْ، ودَنَا مِنَ الْإِمَامِ فَاسْتَمَعَ ولَمْ يَلْغُ". قوله "بَكَّرَ" أي خَرَجَ في بُكْرَةِ النَّهَارِ، وهى أوَّلُه. "وابْتَكَرَ" بالَغَ في التَّبْكِيرِ، أي جاءَ في أَوَّلِ البُكْرَةِ، على ما قالَ امْرُؤُ القَيْسِ:

* تَرُوحُ مِنَ الحَيِّ أمْ تَبْتَكِرْ *

وقِيلَ: مَعْنَاه ابْتَكَرَ العِبادةَ مِن بكُورِه. وقيل: ابْتَكَرَ الخُطْبَةَ. أي حَضَرَ

---

(١٢) أخرجه البخاري، في: باب الاستماع إلى الخطبة، من كتاب الجمعة، وفى: باب ذكر الملائكة، من كتاب بدء الخلق. صحيح البخاري ٢/ ١٤، ٤/ ١٣٥، ١٣٦. ومسلم، في: باب فضل التهجير يوم الجمعة، من كتاب الجمعة. صحيح مسلم ٢/ ٥٨٧. كما أخرجه النسائي، في: باب التبكير إلى الجمعة، من كتاب الجمعة. المجتبى ٣/ ٧٩، ٨٠. وابن ماجه، في: باب ما جاء في التهجير إلى الجمعة، من كتاب إقامة الصلاة. سنن ابن ماجه ١/ ٣٤٧. والدارمي، في: باب فضل التهجير إلى الجمعة، من كتاب الصلاة. سنن الدارمي ١/ ٣٦٣. والإِمام أحمد، في: المسند ٢/ ٢٣٩، ٢٥٩، ٢٦٣، ٢٦٤، ٢٧٢، ٢٨٠, ٣٤٣، ٤٥٧, ٤٨٣، ٤٩١، ٥٠٥، ٥١٢, ٣/ ٨١، ٥/ ٢٦٠، ٢٦٣.
(١٣) في: باب ما جاء في التهجير إلى الجمعة، من كتاب إقامة الصلاة. سنن ابن ماجه ١/ ٣٤٨.
(١٤) أخرجه الترمذي، في: باب ما جاء في فضل الغسل يرم الجمعة، من أبواب الجمعة. عارضة الأحوذى ٢/ ٢٨١. وابن ماجه، في: باب ما جاء في الغسل يوم الجمعة، من كتاب إقامة الصلاة. سنن ابن ماجه ١/ ٣٤٦. كما أخرجه أبو داود، في: باب في الغسل يوم الجمعة، من كتاب الطهارة. سنن أبي داود ١/ ٨٤. والنسائي، في: باب فضل الغسل يوم الجمعة، وباب فضل المشي إلى الجمعة، وباب الفضل في الدنو من الإِمام، من كتاب الجمعة. المجتبى ٣/ ٧٧، ٧٩، ٨٣. والدارمي، في: باب الاستماع يوم الجمعة عند الخطبة والإِنصات، من كتاب الصلاة. سنن الدارمي ١/ ٣٦٣. والإِمام أحمد، في: المسند ٢/ ٢٠٩, ٤/ ٨، ٩, ١٠, ١٠٤.