قالت: إنِّى لأَقْرَأُ القُرْآنَ وأنا مُضْطَجِعَةٌ على سَرِيرِى. رَوَاهُ الفِرْيَابِىُّ، في فَضَائِل القُرْآنِ، عن عائشةَ.
فصل: يُسْتَحَبُّ أنْ يقرأَ القُرْآنَ في كلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، لِيكونَ له خَتْمَةٌ في كلِّ أُسْبُوعٍ. قال عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ: كان أبى يَخْتِمُ القُرآنَ في النَّهَارِ في كلِّ سَبْعَة، يَقْرأُ في كلِّ يومٍ سُبْعًا، لا يَكادُ (٤٤) يترُكُه نَظَرًا. وقال حَنْبَلٌ: كان أبو عبْدِ اللهِ يَخْتِمُ من الجُمعةِ إلى الجُمعةِ. وذلك لما رُوِىَ أنَّ النَّبِىَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لعبدِ اللهِ بن عَمْرٍو:"اقْرَأ القُرْآنَ في سَبْعٍ، ولا تَزِيدَنَّ عَلَى ذلِكَ". رَوَاه أبو دَاوُدَ (٤٥)، وعن أوْسِ بن حُذَيْفَةَ، قال: قُلْنا لِرسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لقد أَبْطَأْتَ عَنَّا اللَّيْلَةَ. قال:"إنَّه طَرَأَ عَلَىَّ حِزْبى مِنَ الْقُرْآنِ، فَكَرِهْتُ أنْ أخْرُجَ حَتَّى أُتِمَّهُ"(٤٦). قال أوْسٌ: سألْتُ أصحابَ رَسُولِ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: كيف تُحَزِّبُونَ القُرْآن؛ قالُوا: ثَلَاثٌ، وخَمْسٌ، وسَبْعٌ، وتِسْعٌ، وإحْدَى عَشرَةَ، وثَلَاثَ عَشرَةَ، وحِزْبُ المُفَصَّلِ وَحْدَه. رَوَاه أبو دَاوُدَ (٤٧). ويُكْرَهُ أن يُؤَخِّرَ خَتْمَةَ القُرْآنِ أكْثَرَ من أرْبَعِينَ يَوْمًا؛ لأنَّ النَّبِىَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- سألَه عبدُ اللهِ بن عَمْرٍو: في كم يَخْتِمُ القُرْآنُ؟ قال:"في أرْبَعِينَ يَوْمًا". ثم قال:"في شَهْرٍ". ثم قال:"في عِشْرِينَ". ثم قال:"في خَمْسَ عَشرَةَ". ثم قال:"في عَشْرٍ". ثم قال:"في سَبْعٍ". لم ينزلْ من سَبْعٍ. أخْرَجَه أبو دَاوُدَ (٤٨). وقال أحْمَدُ: أكْثَر ما سَمِعْتُ أنْ يُخْتَمَ القُرْآنُ في
(٤٤) من: أ. (٤٥) أخرجه أبو داود، في: باب في كم يقرأ القرآن، وباب في تحزيب القرآن، من كتاب رمضان. سنن أبى داود ١/ ٣٢١، ٣٢٢. كما أخرجه البخاري، في: باب في كم يقرأ القرآن، من كتاب فضائل القرآن. صحيح البخاري ٦/ ٢٤٣. (٤٦) أخرجه أبو داود، في: باب في تحزيب القرآن، من كتاب رمضان. سنن أبي داود ١/ ٣٢٢. وابن ماجه، في: باب في كم يستحب ختم القرآن، من كتاب إقامة الصلاة. سنن ابن ماجه ١/ ٤٢٧. والإمام أحمد، في: المسند ٤/ ٣٤٣. (٤٧) في: باب في تحزيب القرآن، من كتاب رمضان. سنن أبي داود ١/ ٣٢٢. (٤٨) في الباب السابق. كما أخرجه الدارمي، في: باب في ختم القرآن، من كتاب فضائل القرآن. سنن =