كفَّارةٌ ولا غيرُها؛ لأنَّه لم يَفُتِ الوقتُ، فيُشْبِهُ (١٢) المريضَ فى شهرِ رمضانَ، فإن اسْتمَرَّ عَجْزُه إلى أن صارَ غيرَ مَرْجُوِّ الزَّوالِ، صارَ إلى الكفَّارةِ والفِدْيَة، على ما ذكرْنا من الخلافِ فيه. فإنْ كان العجزُ المَرْجُوُّ الزَّوالِ عن صومٍ مُعَيَّنٍ، فاتَ وَقْتُه، انْتَظرَ الإِمْكانَ ليَقْضِيَه. وهل تَلْزَمُه لفَواتِ الوقتِ كفارةٌ؟ على رِوَايتيْنِ، ذكرهما أبو الخَطَّابِ؛ إحداهما، تجبُ الكفَّارةُ؛ لأنَّه أخلَّ بِما نَذَرَه على وَجْهِه، فلَزِمَتْه الكفَّارةُ، كما لو نَذَرَ المَشْىَ إلى بيتِ اللَّهِ الحرام فعجَز، ولِأنَّ النَّذْرَ كاليَمِينِ، ولو حلَف لَيَصُومَنَّ هذا الشهرَ، فأفْطرَه (١٣) لعُذْرٍ. لَزِمَتْه كفَّارةٌ، كذا ههُنا. والثانية، لا تَلْزَمُه؛ لأنَّه أتى بصيامٍ أجْزأَه عن نَذْرِه من غيرِ تَفْرِيطٍ منه (١٤)، فلم تَلْزَمْه كفَّارةُ يَمينٍ (١٤)، كما لو صامَ ما عَيَّنَهُ.
فصل: وإِنْ نَذَرَ غيرَ الصيامِ، فعجَز عنه، كالصلاةِ ونحوِها، فليس عليه إِلَّا الكفَّارةُ؛ لأنَّ الشَّرْعَ لم يجْعَلْ لذلك بَدَلًا يُصار إليه، فوَجَبتِ الكفَّارةُ؛ لمُخالَفتِه نَذْرَه فقط. وإن عجَز عنه لِعارضٍ، فحُكْمُه حكمُ الصِّيامِ، سواءً فيما فصَّلناهُ.