أجْمَع أهلُ العلمِ، على أَنّ الحانِثَ فى يَمِينِه بالْخِيارِ؛ إِنْ شاءَ أَطْعَمَ، وإِنْ شاءَ كَسَا، وإِنْ شاءَ أَعْتَقَ، أَىُّ ذلك فَعَلَ أَجْزَأَه؛ لأَنَّ اللَّه تعالى عَطَفَ بعضَ هذه الْخِصالِ على بعضٍ بحَرْفِ "أو"، وهو للتَّخْيِير. قال ابنُ عبَّاسٍ: ما كان فى كتابِ اللَّه {أَوْ} فهو مُخَيَّرٌ فيه، وما كان {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ} فالأوَّلُ الأوَّلُ. ذكَره الإمامُ أحمدُ فى "التفسير". والواجِبُ فى الإِطْعامِ إطعامُ عَشَرَةِ مساكِينَ؛ لنَصِّ اللَّهِ تعالى على عَدَدِهم، إِلَّا أَنْ لا يَجِدَ عَشَرَةَ مساكِينَ (١)، فيأْتى ذِكْرُه (٢)، إِنْ شاءَ اللَّهُ تعالى. ويُعْتَبَرُ فى المَدْفوعِ إليهم أَرْبَعَةُ
(١) فى ب، م: "كتاب". (٢) سورة المائدة ٨٩. وورد منها فى م إلى قوله تعالى: {مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ}. ثم جاء مكان الباقى: "الآية". (٣) تقدم تخريجه، فى: ١١/ ٣٩. (١) لم يرد فى: الأصل، أ، ب. (٢) فى الأصل: "ذكرهم".