وجُمْلَةُ ذلك أنَّ الاغْتِسالَ مَشْرُوعٌ لِلنِّساءِ عندَ الإحْرامِ، كما يُشْرَعُ لِلرِّجالِ؛ لأنَّه نُسُكٌ، وهو فى حَقِّ الحائِضِ والنُّفَساءِ آكَدُ؛ لِوُرُودِ الخَبَرِ فِيهما. قال جابِرٌ: حتَّى أتَيْنَا ذا الحُلَيْفَة، فوَلَدَتْ أسْماءُ بنتُ عُمَيْسٍ محمدَ بن أبى بكرٍ، فأرْسَلَتْ إلى رسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كيف أصْنَعُ؟ قال:"اغْتَسِلِى، وَاسْتَثْفِرِى بِثَوْبٍ، وأحْرِمِى". رَوَاهُ مُسْلِمٌ (١). وعن ابن عَبَّاسٍ، عن النَّبِىِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: "النُّفَسَاءُ والحائِضُ، إذَا أتَيَا على الوَقْتِ (٢)، يَغْتَسِلَانِ، ويُحْرِمَانِ، ويَقْضِيَانِ المَنَاسِكَ
(٩) سورة الشرح ٤. وبعد الآية فى الأصل زيادة: "قال". (١٠) روى هذا عن ابن عباس، مع تقييده بقوله: "فى الأذان". انظر: تفسير القرطبى ٢٠/ ١٠٦. (١١) فى الأصل: "يشرع". (١) فى: باب حجة النبى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، من كتاب الحج. صحيح مسلم ٢/ ٨٨٧. كما أخرجه النسائى، فى: باب ما تفعل النفساء عند الإحرام، من كتاب الطهارة، وفى: باب اغتسال النفساء عند الإحرام، من كتاب الغسل، وفى: باب إهلال النفساء، من كتاب الحج. المجتبى ١/ ١٢٦، ١٧١، ٥/ ١٢٧. وابن ماجه، فى: باب حجة رسول اللَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، من كتاب المناسك. سنن ابن ماجه ٢/ ١٠٢٢. والدارمى، فى: باب فى سنة الحاج، من كتاب المناسك. سنن الدارمى ٢/ ٤٥. (٢) الوقت: أى الميقات. انظر: عون المعبود ٢/ ٧٨.