في (٢) هذه المسألةِ أيضًا رِوَايتان؛ إحداهما، أنَّها تُسْتَبْرَأُ بعشرةِ أشْهُرٍ. والثانية بسَنةٍ؛ تِسعةُ أشْهُرٍ للحَمْلِ، لأنَّها غالبُ مُدَّتِه، وثلاثةُ أشْهُرٍ مكانَ الثلاثةِ التي تُسْتَبْرَأُ بها الآيِسَاتُ. وقد ذكرْنا الرِّوايتَيْنِ في الآيِسَةِ، وذكَرْنا أن المُخْتارَ عن أحمدَ اسْتِبْراؤُها بثلاثةِ أشْهُرٍ، وههُنا جَعَلَ مكانَ الحَيْضةِ شهرًا؛ لأنَّ اعتبارَ تَكْرارِها في الآيِسَةِ، لتُعْلَمَ براءَتُها من الحَمْلِ، وقد عُلِمَ بَراءَتُها منه ههُنا بمُضِىِّ غالبِ مُدَّتِه، فجُعِلَ الشهرُ مكانَ الحَيْضَةِ على وَفْقِ القِياسِ.
فصل: وإن عَلِمَتْ ما رَفَعَ الحَيْضَ، لم تَزَلْ في الاسْتِبْراءِ حتى يَعُودَ الحيضُ، فتَسْتَبْرِئَ نَفْسَها (٣) بحَيْضةٍ، إلَّا أن تَصِيرَ آيِسَةً، فتَسْتَبْرِئَ نَفْسَها اسْتِبْراءَ الآيِسَاتِ. وإن ارْتابَتْ بنفْسِها (٤)، فهى كالحُرَّةِ المُسْتَرِيبَةِ (٥). وقد ذكرْنا حُكْمَها فيما مضَى من هذا البابِ. واللَّه تعالى أعلمُ.