بإيضَاعِ الْإِبِلِ". رَوَاهُ البُخَارِىُّ (٤). وقال عُرْوَةُ: سُئِلَ أُسامَةُ، وأنا جَالِسٌ، كيف كان رسولُ اللَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَسِيرُ في حِجَّةِ الوَدَاعِ؟ قال: كان يَسِيرُ العَنَقَ (٥)، فإذا وَجَدَ فَجْوَةً نَصَّ. قال هِشامُ بن عُرْوَةَ: والنّصُّ فَوْقَ العَنَقِ. مُتَّفَقٌ عليه (٦).
ذِكْرُ اللهِ تعالى مُسْتَحَبٌّ (٣) في الأوْقاتِ كُلِّها، وهو في هذا الوَقْتِ أشَدُّ تَأْكِيدًا، لِقَوْلِ اللهِ تعالى:{فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ}(٤). ولأنَّه زَمَنُ الاسْتِشْعارِ بِطاعَةِ اللهِ تعالى، والتَّلَبُّسِ بِعِبادَتِه، والسَّعْىِ إلى شَعائِرِه. وتُسْتَحَبُّ التَّلْبِيَةُ. وذَكَرَ قَوْمٌ أنَّه لا يُلَبِّى. ولَنا، ما رَوَى الفَضْلُ بن عَبّاسٍ، أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يَزَلْ يُلَبِّى حتى رَمَى الجَمْرَةَ (٥). مُتَّفَقٌ عليه (٦). وعن عبدِ الرحمنِ بن يَزِيدَ، قال: شَهِدْتُ ابنَ مسعودٍ
(٤) في: باب أمر النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالسكينة. . .، من كتاب الحج. صحيح البخاري ٢/ ٢٠١. كما أخرجه أبو داود، في: باب الدفعة من عرفة، من كتاب المناسك. سنن أبي داود ١/ ٤٤٦. والنسائي، في: باب الوقوف بعرفة، من كتاب المناسك. المجتبى ٥/ ٢٠٧. والدارمى، في: باب الوضع في وادى محسر، من كتاب المناسك. سنن الدارمي ٢/ ٦٠. والإِمام أحمد، في: المسند ١/ ٢٦٩، ٢٧٧. (٥) العنق: ضرب من السير فسيح سريع. (٦) أخرجه البخاري، في: باب السير إذا دفع من عرفة، من كتاب الحج، وفى: باب السرعة في السير، من كتاب الجهاد، وفى: باب حجة الوداع، من كتاب المغازى. صحيح البخاري ٢/ ٢٠٠، ٤/ ٧٠، ٥/ ٢٢٦. ومسلم، في: باب الإفاضة من عرفات. . .، من كتاب الحج. صحيح مسلم ٢/ ٩٣٦. كما أخرجه أبو داود، في: باب الدفعة من عرفة، من كتاب المناسك. سنن أبي داود ١/ ٤٤٧. والنسائي، في: باب كيف السير من عرفة، وباب الرخصة للضعفة أن يصلوا يوم النحر الصبح بمنى، من كتاب الحج. المجتبى ٥/ ٢٠٨، ٢١٦. وابن ماجه، في: باب الدفع من عرفة، من كتاب المناسك. سنن ابن ماجه ٢/ ١٠٠٤. والإِمام مالك، في: باب السير في الدفعة، من كتاب الحج. الموطأ ١/ ٣٩٢. (١) في ب، م: "ويكبر". (٢) سقط من: ب، م. (٣) في أ، ب، م: "يستحب". (٤) سورة البقرة ١٩٨. (٥) في أ: "جمرة العقبة". (٦) أخرجه البخاري، في: باب التلبية والتكبير. . .، من كتاب الحج. صحيح البخاري ٢/ ٢٠٤. =