اخْتلَفتِ الرِّوايةُ عن أحمدَ فى النِّثَارِ والْتقاطِه؛ فرُوىَ أَنَّ ذلك مكروهٌ فى العُرْس وغيرِه. ورُوِىَ ذلك عن أبى مسعودٍ البَدْرىِّ، وعِكرِمةَ، وابنِ سِيرينَ، وعَطاءٍ، وعبدِ اللَّهِ بن يَزِيد (١) الْخَطْمِىِّ، وطلحةَ، وزُبَيْدٍ الْيَامِىِّ (٢). وبه قال مالكٌ، والشَّافعىُّ. ورُوى عن أحمدَ، روايةٌ ثانيةٌ: ليسَ بمكروهٍ. اخْتارها أبو بكرٍ. وهو قولُ الحَسَنِ، وقَتَادَة، والنَّخَعىِّ، وأبى حنيفةَ، وأبى عُبَيْدٍ، وابن المُنْذِرِ، لِمَا رَوى عبدُ اللَّهِ بنُ قُرْطٍ، قال: قُرِّبَ إلى رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- خَمْسُ بَدَناتٍ أو سِتٌّ، فطَفِقْنَ يَزْدَلِفنَ إليه بِأَيَّتِهِنَّ يبدأُ، فنَحَرها رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقال كلمةً لم أسمعْها، فسألتُ مَن قَرُبَ منه، فقال: قال:
(٥) سقط من: ب، م. (١) فى النسخ: "زيد". وهو عبد اللَّه بن يزيد بن يزيد الخطمى، نسبة إلى بنى خطمة بن جشم، بطن من الأنصار، له صحبة، شهد الحديبية وهو صغير، وكان أميرا على الكوفة زمن ابن الزبير. اللباب ١/ ٣٨٠، تهذيب التهذيب ٦/ ٧٨. (٢) زبيد بن الحارث بن عبد الكريم اليامى، نسبة إلى يام بن أصبى بن رافع. بطن من همدان، حدث عن التابعين، وتوفى بعد العشرين ومائة. الباب ٣/ ٣٠٤، تهذيب التهذيب ٣/ ٣١٠، ٣١١.