علىٌّ، رَضِىَ اللهُ عنه. وَرُوِىَ عن ابنِ عَبَّاسِ، أنَّه لما دَفَنَ زيدَ بن ثَابِتٍ، حَثَى في قَبْرِهِ ثَلَاثًا، وقال: هكذا يَذْهَبُ العِلْمُ (٢٠).
فصل: ويقولُ حِينَ يَضَعُهُ في قَبْرِهِ، ما رَوَى ابنُ عُمَرَ، أنَّ النَّبِىَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا أُدْخِلَ المَيِّتُ القَبْرَ، قال:"بِسْمِ اللهِ، وعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-". ورُوِىَ "وعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-". قال التِّرْمِذِىُّ (٢١): هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. ورَوَى ابنُ مَاجَه (٢٢)، عن سَعِيدِ بن المُسَيَّبِ، قال: حَضَرْتُ ابنَ عمرَ في جِنَازَةٍ، فلما وَضَعَها في اللَّحْدِ، قال: بِسْمِ اللهِ، وفى سَبِيلِ اللهِ، وعلى [مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ. فلما أخَذَ في تَسْوِيَةِ اللَّبِنِ](٢٣) على اللَّحْدِ، قال: اللَّهُمَّ أجِرْهَا من الشَّيْطَانِ، ومن عَذَابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ جَافِ الأرْضَ عن جَنْبَيْهَا، وصَعِّدْ رُوحَها، ولَقِّهَا منك رِضْوَانًا. قلتُ: يا ابْنَ عمرَ أشىءٌ سَمِعْتَهُ مِن رسولِ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، أم قُلْتَه بِرأْيِكَ؟ قال: إنِّي إذًا لَقَادِرٌ على القَوْلِ! بل سَمِعْتُه مِن (٢٤) رسولِ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-. ورُوِىَ عن عمرَ، رَضِىَ اللهُ عنه، أنَّه كان إذا سُوّىَ على المَيِّتِ قال: اللَّهُمَّ أسْلَمَه إليك الأهْلُ والمالُ والعشِيرَةُ، وذَنْبُهُ عَظِيمٌ، فَاغْفِرْ له. رَوَاهُ ابنُ المُنْذِرِ (٢٥).
(٢٠) أخرجه البيهقى، في: باب إهالة التراب في القبر بالمساحى وبالأيدى، من كتاب الجنائز. السنن الكبرى ٣/ ٤١٠. (٢١) في: باب ما يقول إذا أدخل الميت القبر، من أبواب الجنائز. عارضة الأحوذى ٤/ ٢٦٦. كما أخرجه ابن ماجه، في: باب ما جاء في إدخال الميت القبر، من كتاب الجنائز. سنن ابن ماجه ١/ ٤٩٤، ٤٩٥. وأخرج الرواية الثانية أبو داود، في: باب في الدعاء للميت إذا وضع في قبره، من كتاب الجنائز. سنن أبي داود ١/ ١٩١. ثم تبعه بقوله: هذا لفظ سلم. وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. المستدرك ١/ ٣٦٦. وأخرج الرواية الأولى الإِمام أحمد، في: المسند ٢/ ٢٧، ٤٠، ٤١. (٢٢) في: باب ما جاء في إدخال الميت القبر، من كتاب الجنائز. سنن ابن ماجه ١/ ٤٩٥. كما أخرجه البيهقي، في: باب ما يقال إذا أدخل الميت قبره، من كتاب الجنائز. السنن الكبرى ٤/ ٥٥. (٢٣) سقط من: أ. (٢٤) في م: "عن". (٢٥) وأخرجه البيهقى، في: باب ما يقال بعد الدفن، من كتاب الجنائز. السنن الكبرى ٤/ ٥٦.