يستدل الحنفية بحديث ينسبونه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونصه:«حق المسلم على المسلم ستة حقوق، وفي جملته: أن يغسله بعد موته»(١).
وبعضهم يقول: حق المسلم على المسلم ثمانية حقوق، وذكر منها غسل الميت (٢).
قال الزيلعي: فهذا حديث ما عرفته، ولا وجدته، والذي وجدناه من هذا النوع، ما أخرجاه في الصحيحين عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس. انتهى.
وفي لفظ لمسلم:«حق المسلم على المسلم ست، فزاد: وإذا استنصحك فانصح له»(٣).
[الدليل السادس]
(١١٥٨ - ٣١) ما رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند، قال:، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد ابن سلمة، عن حميد، عن الحسن،
عن عتي قال: رأيت شيخا بالمدينة يتكلم، فسألت عنه، فقالوا: هذا أبي بن كعب، فقال: إن آدم عليه السلام لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة؟ فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة، ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم:
(١) المبسوط (٢/ ٥٨). (٢) شرح فتح القدير (٢/ ١٠٦). (٣) نصب الراية (٢/ ٢٥٧).