وقيل: يجزئ الوضوء والغسل والتيمم بلا نية. وهو قول الأوزاعي (٢).
أدلة الجمهور على أن النية شرط.
[الدليل الأول]
قوله تعالى:{يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم ... } إلى أن قال: {وإن كنتم جنباً فاطهروا}(٣).
وجه الاستدلال:
أن الله سبحانه وتعالى قد شرط في صفة فعل الطهارة الصغرى والكبرى إرادة الصلاة، والشرطية مأخوذة من لفظ:" إذا " في قوله:
" إذا قمتم " فإذا كان قد شرط إرادة الصلاة في فعل الطهارة كان من فعله مريداً للتبرد، أو النظافة لم يفعله على الشرط الذي شرطه الله، وذلك يوجب أن لا يجزئه.
وقوله تعالى:{إذا قمتم إلى الصلاة}(٤). أي أردتم القيام إلى الصلاة، كقوله تعالى:{فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله}(٥). أي إذا
(١) شرح فتح القدير (١/ ٣٢)، البناية في شرح الهداية (١/ ١٧٣)، تبيين الحقائق (١/ ٥)، البحر الرائق (١/ ٢٤)، بدائع الصنائع (١/ ١٩)، مراقي الفلاح (ص:٢٩). (٢) الأوسط لابن المنذر (١/ ٣٧٠). (٣) المائدة: ٦. (٤) المائدة: ٦. (٥) النحل: ٩٨.