وعلى هذا القول يكون معنى:"إن حيضتك ليست في يدك" تحتمل معنين:
الأول: أن حيضتك في تقدير الله سبحانه وتعالى، كقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المتفق عليه:"إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم".
المعنى الثاني: أن يدك هي التي سوف تباشر الخمرة، ويدك طاهرة، فليست الحيضة في اليد.
القول الثاني في معنى الحديث: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - طلب أن تناوله الخمرة وهو في المسجد وعائشة حائض، فيكون معنى ناوليني الخمرة من المسجد أي من قبل المسجد كما تقول: اعطني الثوب من النافذة أي من جهة النافذة.
فقد نقل النووي عن عياض، قال:"معناه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها ذلك من المسجد: أي وهو في المسجد، لتناوله إياها من خارج المسجد، لا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرها أن تخرجها له من المسجد؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان في المسجد معتكفاً، وكانت عائشة في حجرتها وهي حائض، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن حيضتك ليست في يدك" فإنها خافت من إدخال يدها في المسجد، ولو كان أمرها بدخول المسجد لم يكن لتخصيص اليد معنى"(١).
قال ابن معين: ثقة. الجرح والتعديل (٨/ ٤١٨)، وتهذيب التهذيب (١٠/ ٢١٣). وذكره ابن حبان في الثقات. الثقات (٧/ ٥٢٤). وقال الذهبي: ثقة. الكاشف (٥٦٢٤). ومثل هذا لايقال له مقبول: أي لين الحديث إذا انفرد، لكن علة الإسناد أم منبوذ، حيث لم يرو عنها إلا ابنها منبوذ، ولم يوثقها أحد فهي مجهولة. (١) شرح النووي لصحيح مسلم (١/ ٥٩٦).