قال القاضى: وقوله: " يكثرن (١) الشَّكاة " مثل قوله: " يكفرن الإحسان "(٢) فى الحديث الآخر، أى ينكرنه ويسترنه. و " الشَّكاة " التشكىِّ بالقول، وهى الشكوى أيضاً، و " يكفرن العشير " قيل: هو الزوج، والعشير - أيضاً - المخالط، فيحتمل أن يريد به الزوج أو كل من يعاشرها ويخالطها من زوج وغيره، قال الخليل: يقال: هذا عشيرك وشعيرك، على القلب.
وقوله:" لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الأضحى "(٣): فلا خلاف بين فقهاء الأمصار فى ذلك أنه لا أذان ولا إقامة للعيدين (٤)، وإنما أحدث الأذان معاوية (٥)، وقيل: زيادٌ (٦)، وفعله آخر إمارة ابن الزبير (٧)، والناس على خلاف ذلك، وعمل أهل المدينة ونقلهم المتفق عليه برد ما أحدث.
(١) الذى فى المطبوعة: " تكثرن " بالتاء. (٢) سيأتى فى الكسوف بلفظ: " بكفر الإحسان " وباللفظ المذكور أخرجه البخارى فى الإيمان، ب كفران العشير ١/ ١٤، ك الكسوف، ب صلاة الكسوف جماعة ٢/ ٤٦. (٣) طريق محمد بن عبد الله بن نمير، محمد بن رافع. (٤) لأنها نافلة، وسنة غير فريضة. التمهيد ١٠/ ٢٤٣. (٥) و (٦) أخرجه ابن أبى شيبة ٢/ ١٦٩. (٧) المصنف لعبد الرزاق ٣/ ٢٧٧.