أحدهما: أنه بقدر ما نقص منه يزيده الله فيه وينميه ويكثره.
والثانى: أنه وإن نقص فى نفسه ففى [الثواب والأجر](١) عنها ما يجبر ذلك النقص بإضعافه.
وقوله:" ما زاد الله [عبدًا](٢) بعفو إلا عزًا ": فيه - أيضًا - وجهان:
أحدهما: ظاهره أن من عرف بالصفح والعفو ساد وعظم فى القلوب وزاد عزه.
الثانى: أن يكون أجره على ذلك فى الآخرة وعزته هناك (٣).
" وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ": فيه وجهان كذلك:
أحدهما: أن الله - تعالى - يمنحه ذلك فى الدنيا جزاء على تواضعه له، وأن تواضعه يثبت له فى القلوب محبة ومكانة وعزة.
والثانى: أن يكون ذلك ثوابه فى الآخرة على تواضعه.
وهذه الوجوه كلها فى الدنيا ظاهرة موجودة، وقد صدق - عليه السلام - فيما أخبر منها. وقد يكون جمع الوجهين فى جميعها. وكان هذا كله تنبيهًا على رد [قول](٤) من يقول (٥): الصبر والحلم الذل. ومن قاله من الجملة فإنما أراد به [شبهه](٦) فى الاحتمال وعدم الانتصار.
(١) فى ح: الأجر والثواب. (٢) فى هامش ح. (٣) فى ح: هنالك. (٤) فى هامش ح. (٥) فى ح: قال. (٦) فى ح: بأنه يشبهه.