وقوله:" ألا أنبئكم ما العضه؟ هى النميمة القالة بين الناس ": كذا روايتنا عن أكثر شيوخنا: " العضدة " مثل العدة. وعند الجيانى:" العضه " مثل الوجه. جاء فى الحديث مفسرًا بالنميمة، ثم فسرها بالقالة بين الناس، أى نقل القول بينهم عن بعضهم البعض.
قال الإمام: قيل فى قوله: {جَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ}(١): هو جمع عضه، من: عضيت الشىء: أى مزقته. قال ابن عباس: آمنوا ببعض وكفروا ببعض، فلعل النميمة سميت عضة؛ لأنها تفرق بين الناس.
قال القاضى: قد جاء مفسرًا فى الحديث بما لا يحتاج إلى غيره. وقد قيل فى تفسير العضة: إنها السحر. وقيل: قول البهتان، وقد تقدم تفسيره فى قوله:" لا يعضه بعضاً بعضاً ". وقد قيل فى قوله:{جَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ} أى سحرًا؛ لقولهم:{إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ}(٢).