وقوله: " فيخرجون من النار قد امتحشوا " كذا ضبطناه بفتح التاء [والحاء](٢) عن متقنى شيوخنا، وهو وجه الكلام، وكذا ذكره الهروى والخطابى (٣) قالا فى معناه: أى احترقوا، والمحش: لهيب من النار يحرقُ الجلد ويبدى العظم، قال غيرهُ: امتحش الخُبزُ: احترق. قال أبو على والقتبى: محَشتْه النارُ، أى أحرقته، وقال غيرهم: المعروف أمحَشَتْهُ، وقال صاحب العين: محَشَتْهُ لغة، والمعروف أمحَشَتْه، وقد رواه لنا بعضُ شيوخنا: امتُحِشُوا.
قال الإمام: الحُمَمُ الفحمُ، واحدتُها حُمَمةٌ، قال طرفة:
أشجَاكَ الرَّبعُ أمْ قِدَمَه ... أم رمادٌ دارسُ حُمَمهُ
وقوله: " كما تنبت الحِبَّةُ فى حميل السيل " بكسر الحاء.
قال الإمام: قال الهروى: قال ابن شُميل: الحِبَّةُ، بكسر الحاء، اسمٌ جامِعٌ لحِبوب البقول التى تنتثرُ إذا هاجت الريح، ثم إذا مُطِرت من قابلِ نبتت (٤) وقال أبو عُمر: الحِبَّةُ
(١) رواية السمرقندى كما ذكر القاضى. (٢) من ق. (٣) الهروى ١/ ٧٣. (٤) عبارة الهروى: " وأما الحبَّةُ فكل نبت له حِبُّ، فاسم الحب منه الحبَّة، وقال الفراء: الحِبةُ بذور البقل، وقال أبو عمرو: الحِبَّةُ نبت ينبت فى الحشيش صغارًا، وقال الكسائى: الحِبَّةُ حبُّ الرياحين، وواحدة الحبِّ حِبَّة. والذى دار عليه المعنى من الحِبَّة أنه كل شىء يصير من الحَبِّ فى الأرض فينبت مما يبذر ". غريب الحديث ١/ ٧٢.