وقول ابن مسعود - للذى قال له: إنى أقرأ (٢) المفصل فى ركعة -: " هذًّا كهذِّ الشعر إن أقواماً (٣) يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، والهذُّ: الإسراع ونصبه (٤) على المصدر. وهذا إنكار لمن يهذ القرآنَ ولا يُرَتِّله ولا يتدبره، والترتيل اختيار أكثر العلماء والسلف وذموا الهذَّ وأجازه آخرون، وقد تقدم الكلام فيه.
ومعنى قوله: " كهذّ الشعر " قيل: فى روايته وتحفظه لا فى إنشاده والترنم به ومعنى قوله: " لا يجاوز تراقيهم ". استعارة، لأن حظهم منه حركة اللسان دون [تدبر](٥) القلب وتفهم معانيه. والتراقى عظام الصدر من ثغرة النحر والحلق (٦)، وهو كما قال - عليه السلام - فى الخوارج: " لا يُجاوز حناجرهم " (٧) ألا تراه كيف قال: " ولكن إذا وقع فى القلب فَرَسَخَ فيه نفع " (٨).
(١) محمد: ١٢. (٢) فى المطبوعة. لأقرأ. (٣) فى س: قوماً. (٤) فى س: ونصت. (٥) ضرب عليها فى س. (٦) فى المشارق: عظم بين ثغرة النحر والعاتق، وفى المفردات للأصبهانى: عظم وصل ما بين ثغْرَةِ النحر والعاتق. (٧) سيأتى إن شاء الله فى الزكاة، ب ذكر الخوارج وصفاتهم. وقد أخرجه البخارى فى ك الأنبياء، ب سورة هود (٣٣٤٤)، أبو داود فى السنة، ب فى قتال الخوارج (٤٧٦٤)، كذا النسائى فى الزكاة، ب المؤلفة قلوبهم ٥/ ٨٧ (٢٥٧٨) أحمد فى المسند ٣/ ٥، ٥٢، ٦٠، ٦٨، ٣٥٣، مالك فى الموطأ، ك القرآن، ب ما جاء فى القرآن ١/ ٢٠٤ وهو جزء حديث عن أبى سعيد. (٨) فى س: يرسخ فيه.