وقوله: " لا يزن عند الله جناح بعوضة ": أى لا يعدلها فى القدر والمنزلة، أى لا قدر له.
وقوله: " جاء حبر إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " هو العالم، وكان إنما يستعمل حينئذ فى علماء اليهود، يقال فيه بفتح الحاء وكسرها، وفيه: كعب الحبر، وكعب الأحبار. قال أبو عبيد (٣): ولا أراه سمى إلا من الحبر الذى يكتب به؛ لأنه كان صاحب كتب، وكان أبو الهيثم ينكر فيه الكسر ويقول: هو حبر بفتح الحاء لا غير. ونحوه لابن قتيبة. [قال ابن الأنبارى: العرب تقول: حَبر وحِبر، إذا كان عالماً](٤).
وقوله: " إن الله يمسك السماوات على إصبعين (٥) والأرضين على أصبع، ثم يهزهن فيقول: أنا الملك. وضحك النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تعجباً من قول الحبر، ويروى:" فعجبنا مما قال الحبر ". ثم قرأ:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} الآية. زاد فى الرواية الأخرى: " تعجباً لما
(١) الكهف: ١٠٥. (٢) الزمر: ٦٧. (٣) انظر: غريب الحديث ١/ ٨٧. (٤) من ح. (٥) فى متن الصحيح وح: أصبع.