وقوله:" ليس الغنى عن كثرة العرض، [ولكن الغنى غنى النفس ": العَرَض، بفتح العين والراء هنا، قال أبو عبيد: هو حطام الدنيا، يعنى متاعها، يدخل فيه جميع المال العرَوض وغيرها "] (١)، فأما العَرْضُ بسكون الراء، فيما خلا العقار والحيوان، وما يدخلهُ الكيل والوزن. هذا قول أبى عبيد، وفى كتاب العين: العَرَض: ما نيل من الدنيا، قال الله تعالى:{تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا}(٢)، وبه فسره بعضهم. وقال أبو زيد: العرْضُ، بالسكون، ما ليس بذهب ولا فضة، وجمعه عَرُوض. وفى العين: العَرضُ خلاف النَقْد وهو (٣) قول الأصمعى. ويعنى الحديث: أن حقيقة [الغنى والغنى](٤) المحمُودُ هو: غنى النفس وشبعُها وقلة حرصها، لا كثرة المال، مع الحرص على التزيد منه والشح به، فذلك فقر بالحقيقة؛ لأن صاحبه لم (٥) يستعن به بعد.
قال الإمام: يحتمل أن يُريد أنّ الغنى النافع الذى (٦) يكف عن الحاجة، وليس ذلك على ظاهره؛ لأنه معلوم أن الكثير المال غنى.
(١) سقط من س. (٢) الأنفال: ٦٧. (٣) فى س: وهذا. (٤) فى س: المعنى والغنى. (٥) فى س: لا. (٦) قيد قبلها: " و " فى ع.