وقوله:" لا تسموا العنب الكرم، فإن الكرم الرجل المسلم "، وفى حديث آخر:" فإن الكرم قلب المؤمن "، وفى رواية أخرى:" ولكن قولوا: العنب والحبلة " بفتح الحاء والباء ويسكن الباء أيضاً، وهى أصل الكرمة، مجمل هذا عند أهل العلم على أنه لما حرم الخمر عليهم وكانت طباعهم تحثهم على الكرم ونفوسهم، مجبولة عليه فكره - عليه السلام - أن يسمى هذا المحرم باسم وضع لمعنى يهيج طباعهم إليه عند ذكره، وتهش نفوسهم نحوه عند سماعه، فيكون ذلك كالمحرك على الوقوع فى المحرمات؛ ولهذا احتج - عليه السلام - بقوله:" وإنما الكرم قلب المؤمن " يعنى أن الكرم حبس النفس عن شهواتها، وإمساكها عن المحرمات عليها، فهذه الحالة أحق بأن يسمى كرماً.
قال القاضى: يقال: رجل كريم وكرام وكرم، وامرأة كرم ورجال كرم ونساء كرم، كله بمعنى كريم، وصف بالمصدر. وقال الخطابى (١): وتسكن الراء منه، قال الشاعر:
فتنبوا المعين عن كرم عجاف
قال الأزهرى (٢): سمى به العنب لكرمه؛ لأنه ذل لقاطفه ونيس عليه شوك يؤذى