وقوله فى حديث المخنث:" أدُلك على بنت غيلان، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان "، وقوله - عليه السلام -: " ألا أرى هذا يعرف ما ها هنا لا يدخل هؤلاء عليكم " فحجبوه، قال الإمام: قال أبو عبيد: يعنى أربع عكن (١) تقبل بهن ولهن أطراف أربعة من كل جانب فتصير ثمانية تدبر بهن، وإنما أنث فقال:" بثمان " ولم يقل: " بثمانية "، وواحد الأطراف طرف، وهو مذكر: لأنه لم يذكرها، ولو ذكر الأطراف لم يجد بدًا من التذكير، وهذا كقولهم: هذا الثوب سبع فى ثمان، والثمان يراد بها الأشبار، فلم يذكرها لما لم يأت بذكر الأشبار، والسبع إنما يقع على الأذرع، فلذلك أنّث، والذراع أنثى (٢).
ووجه دخول المخنث على أزواج النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه يمكن أن يكون عند النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غير أولى الإربة، فلما وصف هذا علم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه ليس من أولئك فأمر - عليه السلام -
(١) العكن والأعكان: الإطواء فى البطن من السمن وجاريه علياء ومعكنة: ذات عكن. انظر: اللسان، مادة " عكن ". (٢) انظر: غريب الحديث لأبى عبيد ١٠/ ٣٥٠.