وقوله فى الحديث:" وعنده فرس مربوط بشطنين ": أى حبلين، والشطن الحبل الطويل المضطرب. والمِرْبد للتمر مثل الأندر للطعام (١).
وقوله:" تلك السكينة تنزلت للقرآن " وفى الرواية الأخرى: " تلك الملائكة كانت تستمع لك " قيل فى تفسير السكينة فى قوله تعالى: {فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ}(٢) هى الرحمة، وقيل: الطمأنينة، وقيل: الوقار (٣)، وما يسكن به الإنسان، وقيل: كانت ريحاً هفَّافة خجوج (٤)، لها وجه كوجه الإنسان، وقيل: لها رأسان (٥)، وقيل: حيوان كالهر، ولها جناحان وذنَبٌ، ولعينيها شعاع، فإذا نظرت للجيش انهزم (٦) وقيل: هى سكة من ذهب الجنة (٧)، وقيل: هى ما يعرفون من الآيات فيسكنون إليها، وقال وهب: هى روح من الله تتكلم وتبين إذا اختلف فى الشىء، وهذا بمعنى ما جاء فى الحديث:" أنها الملائكة "، وقد احتج بعضهم باستماعها بهذا الحديث للقرآن أنها روح أو ما فيه روح.
(١) الأندر هو البيدَرُ، وهو الموضع الذى يداس فيه الطعام. لسان العرب. (٢) البقرة: ٢٤٨. (٣) ذكره عبد الرزاق عن معمر عن قتادة. (٤) الريح الخجوج: الشديدة المرور من غير استواء. (٥) راجع فى هذا: تفسير الطبرى ٥/ ٣٢٨، تفسير ابن كثير ١/ ٤٤٥. (٦) ومما هو أعجب من هذا ما ذكره ابن إسحاق عن وهب بن منبه: السكينة رأس هِرَّة ميتةِ، إذا صرخت فى التابوت بصراخ هِرٍّ أيقنوا بالنصر وجاءهم الفتح. السابق. (٧) فى ابن كثير. طست من ذهب كانت تُغْسَلُ فيه قلوب الأنبياء، أعطاها الله موسى - عليه السلام - فوضع فيها الألواح. قال: ورواه السدى عن أبى مالك عن ابن عباس. قال صاحب الظلال: وكان أعداؤهم الذين شردوهم من الأرض المقدسة والتى غلبوا عليها على يد نبيهم يوشع بعد فترة التيه ووفاة موسى - عليه السلام - قد سلبوا منهم مقدساتهم ممثلة فى التابوت الذى يحفظون فيه مخلفات أنبيائهم من آل موسى وآل هارون، وقيل: كانت فيه نسخة الألواح التى أعطاها الله لموسى على الطور ... فجعل لهم بينهم علاقة من الله أن تقع خارقةٌ يشهدونها، فيأتيهم التابوت بما فيه. {تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ} [البقرة: ٢٤٨] فتفيض على قلوبهم السكينة وقال لهم: إن هذه الآية تكفى دلالةً على صدق اختيار الله لطالوت، إن كنتم حقاً مؤمنين. قال: ويبدو من السياق أن هذه الخارقة قد وقعت، فانتهى القوم منها إلى اليقين ١٠/ ٢٦٨. =