وقوله: " عرض علىّ كل شىء تولجونه ": أى تدخلونه وتصيرون إليه.
وقوله: " حتى الجنة والنار " (١): قال العلماء: يحتمل أنه رآهما رأى عين، وأن الله كشف له عنهما وفرَّج الحجب بينه وبينهما، كما فرج له عن المسجد الأقصى حتى وصفه، ويكون قولُه على هذا [فى](٢) الحديث: " فى عرض هذا الحائط " أحد فى جهته (٣) وناحيته أو فى التمثيل [بقرب مشاهدته](٤)، ويحتمل أن يكون ذلك رؤية علم [ويقين](٥) وعرض وحى بإطلاعه وتعريفه من أمورهما تفصيلاً ما لم يكن يعرفه بعد، ومن عظيم (٦) شأنهما ما زاده علمًا من أمرهما وخشيته وتحذيرًا ودوام (٧) ذكرٍ وقلة غفلة، ولهذا قال: " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا " والتأويلُ الأول أولى، وأشبه بألفاظ الحديث، لما ذكر فيه من الأمور التى تدل إنها رؤية عين، ومثل قوله: " فتناولتُ عنقودًا ". وتأخره مخافة أن يصيبه لفح النار.
قال الإمام: وقوله: " فتناولت منها - يعنى الجنة - قطفًا " (٨) القطف: العنقود وهو اسم لكل ما قطف.
(١) جمع القاضى هنا بين طريقى يعقوب بن إبراهيم وأبى بكر بن أبى شيبة. (٢) ساقطة من س. (٣) فى س: وجهته. (٤) فى س: لقرب المشاهدة. (٥) ساقطة من س. (٦) فى الأصل: عظم. (٧) فى الأصل: أو دوام. (٨) و (٩) وهو ما جاءت به الرواية الأخرى، طريق سويد بن سعيد.