وقوله:" أعوذ بك من شر ما علمت (١) وما لم أعمل ": أى من شر ما اكتسبته أو أتيته من عمل، وأعوذ من شر ما عملت وما لم أعمل يقتضى شراً فى الدنيا، أونسيته (٢) وإن لم أقصده أو فى الآخرة، ويكون قصده بذلك تعليم أمته ما يدعون به، ويجوز لهم الدعاء به وقد جاء فى بعض الروايات فى الكتاب فى حديث يحيى بن يحيى، وليست فى روايتنا:" من شر ما علمت وشر ما لم أعلم "، وهذا أيضاً له وجه بين. استعاذ من كل شر انتهى إليه علمه واطلع عليه أو لم يعلمه، وهو أعم فى الدعاء. وقد يكون قوله:" من شر ما علمت " أى بما علمت فأتيت وذكرته الآن، كما قال فى الحديث الآخر:" ما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به منى ".