وقوله:" لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم وخالفهم حتى يأتى أمر الله وهم كذلك "، وفى رواية:" ظاهرين على الناس "، وفى رواية:" لا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون ظاهرين على الحق، ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة "، وفى رواية:" يقاتلون على أمر الله، قاهرين لعدوهم "، وفى رواية:" لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة ": قال على بن المدينى: هم العرب. والمراد بالغرب: الدلو الكبيرة لاختصاصهم بها، وقيل: إنه على ظاهره، وإنما أراد غرب الأرض، قال معاذ فى الحديث:" وهم بالشام "، وقد جاء مفسرًا فى حديث رواه الطبرى:" ببيت المقدس أو أكناف بيت المقدس "، وقيل: هم أهل الشام وما وراء ذلك، وقيل: المراد بأهل الغرب: أهل الشدة والجلد. وغرب كل شىء حده.
ولا يعارضه قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لا تقوم الساعة حتى لا يقول أحد: الله، الله "(١)، و " لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق "(٢) وما جانسه من الأحاديث، وقد قال الطبرى:
(١) سبق فى ك الإيمان، ب ذهاب الإيمان آخر الزمان (١٤٨). (٢) المستدرك ٤/ ٤٥٦. وسيأتى فى ك الفتن، ب قرب الساعة (٢٩٤٩). بلفظ: " الناس ".