قوله:" إذا أراد الله رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها " الحديث، قال الإمام: هو مقطوع السند، قال: فيه حديث عن أبى أسامة، وممن رووا ذلك عنه إبراهيم بن عبدالله الجوهرى، حدثنا أبو أسامة، حدثنا يزيد بن عبد الله عن أبى بردة، عن أبى موسى عنه - عليه السلام.
قال القاضى: كذا فى النسخ الواصلة إلينا من المعلم: إبراهيم بن عبد الله الجوهرى، وهو وَهْم، وإنما هو فى كتاب مسلم: إبراهيم بن سعد الجوهرى، وكذلك ذكره الحاكم ممن خرج مسلم عنه، وقد بين عليه (١) ما ذكره فى الحديث بقوله: " فجعله لها فرطًا وسلفًا بين يديها " هذه استعارة حسنة وتجوز بديع.
والفرط، بفتح الراء والفاء: الذى يتقدم الواردة فيهيئ لهم الدلاء والحياض، يقال: رجل فرط، وقوم فرط، وقوم فراط. يريد: أنه يكون مقدمًا بين أيديهم يشفع لهم وينفعهم، كالذى يتقدم الواردة فى نفعهم.
ومنه الحديث الآخر بعده فى الكتاب:" أنا فرطكم على الحوض "(٢): أنا (٣) متقدمكم وسابقكم إليه، وهو هنا أقرب إلى الحقيقة منه إلى المجاز؛ لاستعماله فى بابه. ومنه فى الدعاء على الصغير: اجعله لنا فرطًا، أى أجرًا يتقدمنا وينتفع به.
(١) فى ح: علة. (٢) حديث رقم (٢٥) من الباب التالى. (٣) فى ح: أى.