وقوله:" أنه - عليه السلام -[ما](١) صام شهرًا معلومًا سوى رمضان حتى مضى لوجهه، ولا أفطره حتى يُصيبَ منه ": أى يصوم منه، وفيما وقع فى الحديث الآخر:" يصوم منه " مبينًا وتفسير هذا قوله فى الحديث الآخر: " ما استكمل صيام شهر قط إلا رمضان "، وكذلك يفسر قوله:" كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلاً " والكلام الثانى تفسيرٌ للأول، وعبّر بالكل عن الغالب والأكثر، وقد قيل: معناه: ما استكمل شهرًا قط بالصيام إلا رمضان، يعنى معينًا، وأن ما ورد ما ظاهره استكمال شعبان: أى غير معين وملازم، بل مرة أكمله ومرة لم يكمله، وقد يحتمل هذا قوله:" كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلاً " أى مرة كذا ومرة كذا؛ لئلا يتعين بصومه غير رمضان ويأتى بمثل ما تقدم من الأحاديث، وقيل: يعنى بصومِهِ كله، أى يصوم فى أوله ووسطه وآخره، لا يخصّ شيئًا منه ولا يعمه بصيامه، وقيل فى معنى اختصاصه بأكثر صومه، وتخصيصه إياه شعبان معانٍ ثلاثة:
قيل: ذلك لفضل رمضان وتعظيمه [وروى](٢) فى ذلك حديث.
وقيل: بل لما جاء فى الحديث: أنه ترفع فيه الأعمال لله، [وقال النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أحب] (٣) أن يرفع عملى وأنا صائم "(٤).
(١) فى هامش س. (٢) فى س: وقد روى. (٣) فى س: وقال: " إنى أحب ". (٤) الترمذى فى السنن، ك الصوم ب ما جاء فى صوم الإثنين والخميس بلفظ: " فأحب أن يعرض عملى وأنا صائم ٣/ ١١٢.