وقوله:" كان لا يقوم من مصلاه الذى صلى فيه الصبح حتى تطلع الشسس فإذا طلعت قام ": هذه سنة مستحبة، كان السلف وأهل العلم يلتزمونها ويقتصرون فى ذلك الوقت للذكر (١) والدعاء حتى تطلع الشمس، وتحين صلاة الضحى.
وقوله:" كانوا يتحدثون فيأخذون فى أمر الجاهلية، فيضحكون ويتبسم ": فيه جواز الخبر والحديث (٢) عن أخبار الجاهلية وغيرها من الأمم، وجواز الضحك، وأن التبسم هو المستحسن منه، اللائق بأهل الفضل والسمت، وهو كان أكثر ضحكه - عليه السلام. ويكره الإكثار من الضحك؛ لأنه يميت القلب، كما قال لقمان، وهو من خلق أهل البطالة والسفه.
وقوله:" كان إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يؤتى بإناء (٣) إلا غمس يده فيها، فربما جاؤوا فى الغداة الباردة، فغمس يده فيها "(٤): كانوا يفعلون ذلك تبركًا بما لمسه وأدخل يده فيه، وفيه صبره - عليه السلام - وحسن خلقه ومشاركته الجميع، وإجابة دعوة الصغير والكبير، قال الله تعالى:{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(٥).
(١) فى ح: على الذكر. (٢) فى ز: فى الحديث. (٣) فى ز: بآنية. (٤) حديث رقم (٧٤) من هذا الكتاب. (٥) القلم: ٤.