قال الإمام: قول عائشة - رضى الله عنها - تلا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{هُوَ الَّذِى أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} إلى قوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ... أُوْلُوا الأَلْبَابِ} قالت: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله، فاحذروهم ". وفى طريق أخرى قال: هجرت إلى النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسمعت (٢) أصوات رجلين اختلفا فى آية، فخرج علينا النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعرف فى وجهه الغضب، فقال: "[إنما](٣) هلك مَنْ كان قبلكم باختلافهم فى الكتاب "، وفى حديث آخر: "اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فيه فقوموا "، قال الإمام: اختلفت الناس فى المتشابه [المذكور](٤) فى هذه الآية اختلافاً كثيراً، فمنهم مَنْ قال: هم (٥) حروف التهجى المفتتح بها بعض السور كحم وطس وشبهها. ومنهم مَن قال: ما تساوى لفظه واختلف معناه وغمض إدراك اختلاف معانيه، مثل قوله عز وجل: {وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى
(١) آل عمران: ٧. (٢) فى نص الأحاديث: فسمع. (٣) من ح، وكذا متن الحديث فى الصحيح. (٤) فى هامش ح. (٥) فى ح: هو.