وقوله: " فيه دخن ": قال أبو عبيد: أصل الدخن: أن يكون فى لون الدابة كدرة إلى سواد، وفى الحديث: " هدنة على دخن " (١)، يريد: لا تصفوا القلوب بعضها لبعض، ولا ينصع حبها كما كانت. وتفسيره فى الحديث، وهو قوله: " لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه " (٢). والدخن - أيضاً -: الدخان، ومنه الحديث، وذكر فتنة فقال: " دخنها تحت قدمى رجل من أهل بيتى " (٣)، يعنى: إثارتها وهيجها، شبه بالدخان الذى يرتفع.
قال القاضى: وقد قيل فى قوله فى الخير الذى يأتى بعد الشر وفيه دخن: إنها أيام عمر بن عبد العزيز.
وقوله: " تعرف منهم وتنكر منهم من جاء بعد ". وقوله: " إن أمتكم جعلت عافتها فى أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها " (٤): بيّن فى حالة الصدر الأول من زمن الخليفة بعد النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلو كلمة الإسلام وظهوره، واجتماع كلمتهم، وسلامة
(١) أبو داود، ك الفتن، ب ذكر الفتن ودلائلها ٢/ ٤١٢، أحمد ٥/ ٤٠٣. (٢) انظر: غريب الحديث للخطابى ٢/ ٢٦٢ مختصراً. (٣) أبو داود، ك الفتن، ب ذكر الفتن ودلائلها ٢/ ٤١١. (٤) حديث رقم (٤٦) بالباب.